بسم الله الرحمن الرحيم ..
رسالة من المرضى ولكل من يرغب بالمجال الصحي!
اختلفُ دائماً مع من يصنّف الطب “وظيفة”! تُنهي ساعات العمل بثوب لتكمل بقية اليوم بثوب آخر وفكر آخر وربما أخلاق أخرى..!
في المنزل ومع الأصحاب؛ قد تنسى أمر “الوظيفة”. لكن الطبيب لا ينسى! ليس لأنه يحب “الكئابة”-كما يظن البعض-، لكنّه في الحقيقة قد ارتوى من الطب حتى استحوذ عليه.. وأصبح جزءً منه من شخصيته وكيانه.
الطب أيها الأعزاء حياة..
الطبيب في المستشفى؛ طبيبٌ في المنزل، طبيبٌ في الشارع.
طبيبٌ في الحل والترحال..
طبيب في لباسه، طبيبٌ في أخلاقه، طبيبٌ حتى في طريقة تفكيره.
الطب مدرسةٌ في “فن الأولويات”.. في مراعاة الوقت وتقديره، في تهذيب النفس والخُلق..
كلام جميل جداً عن الطب حبيت أنقله لاستفادة الجميع منه مع دمج بعض الامور وإضافات ..
دعواتكم,,
اعلم أخي الكريم أن دراسة الطب ليس بالأمر الهيّن أو السهل وأن النجاح والتفوق يشترط شرط رئيسي إن تحقق فيك وإلا فأعرض عن هذا الموضوع ، الشرط هو حب الطبّ ، وبغير الحب لا يمكن التفوق.
أدعوك أخي الكريم لقراءة هذه الأسطر ، أؤمن بشدة بجزئية الحبّ وإن كنتُ بعدُ لم أدخل كليّة الطب ،
الكثير من الشباب الذين تخرجوا من الثانوية العام هذا العام، وغيرهم من طلبة الثانوية الذين بدؤوا يفكرون فيما يريدون دراسته بعد الثانوية، يسألونني عن دراسة الطب: كيف ستكون؟ هل هي صعبة بالفعل؟ هل يغلب عليها الفهم أم الحفظ؟ هل هنالك ما يستحق دراسة الطب؟ وهل أنصحهم بدراستها؟
إذا كنت تريد المختصر الغير مفيد، فالإجابة على الأسئلة السابقة بالترتيب هي: صعبة، نعم، الحفظ، نعم، يعتمد، أما إذا كنت مهتما بالفعل بمعرفة التفاصيل فإليك هذه المقالة.
طبيعة طالب الطب
المتعة الحقيقية في دراسة الطب تأتي من أن تكون عاشقا للطب، بحيث أنك عندما تدرس الطب، فإنك تراه على أنه جزء من هويتك، فهو ليس مجرد درس تستطيع أن تخصص له وقتا محددا من اليوم، بل هو أمر يصبغ حياتك بأكملها، ويدخل في كل ساعة من ساعات يومك.
طلبة الطب من الكليات المختلفة في الدول المختلفة حول العالم عندما يجتمعون، فإنهم يتحدثون دائما عن الطب، ودراسة الطب، والأسئلة التي تطرح دائما هي ما هي المواد التي درستموها هذه السنة، ما الذي ستدرسونه في السنة القادمة، ما هو مقدار الوقت الذي تقضونه في المستشفيات، ما هي الأمور العملية التي قمتم بها إلى الآن، وهكذا.
طلبة الطب في الكلية والذين يداومون في مستشفيات وتخصصات مختلفة، عندما يجتمعون في نهاية اليوم في قاعة المحاضرات، فإن حديثهم يكون عن الحالات التي رأوها في الصباح، خاصة النادرة والغريبة منها، ما هي السمات الرئيسية لتلك الحالات، ويتحدون بعضهم البعض في تشخيص تلك الحالات ومعرفة العلاج اللازم لها.
طالب الطب يحب أن يراه أصدقاءه خارج الكلية على أنه الأعرف في المجال الطبي، وعندما يسألونه سؤالا لا يعرف إجابته فإنه يخرج ويبحث عن الإجابة إلى أن يجدها ويعطيها لهم، فهو لا يستطيع أن يرتاح إذا كانت هنالك أمور كثيرة لا يعرفها.
الكثير من طلبة الطب يفرحون عندما تقرر الكلية أنهم بحاجة لإعادة دراسة تخصص ما في الصيف، لأن عدم فهمهم للتخصص بصورة جيدة يصيبهم بالقلق، لذا فإنهم يعتبرون الإعادة فرصة ثانية لتعلم ما فاتهم.
الأمر أشبه بالشباب الذين يجتمعون في الديوانية للحديث عن كرة القدم، إن عشقهم لكرة القدم يجعلهم يحفظون كميات هائلة من المعلومات دون تعب أو ملل، ويتناقلونها ويرددونها في كل اجتماعاتهم، فتجدهم يعرفون عن كل لاعب اسمه وطوله ووزنه وعمره وبداية شهرته والنوادي التي تنقل بينها وقيمة شراءه في آخر صفقة والأهداف الرائعة التي حققها والكثير الكثير من المعلومات عن الكثير من اللاعبين، ثم الأمر نفسه عن النوادي والمنتخبات والكؤوس والدوريات المختلفة، وأحيانا تتعدى معلوماتهم كرة القدم إلى عدة رياضات أخرى.
إذا كنت مستعدا لجعل الطب جزءا من حياتك، فإن فهم وحفظ مواد الطب سيكون أمرا في غاية السهولة، بل سيكون أمرا في غاية المتعة، ولن تتضايق أبدا إذا ما وجدت بأن الدراسة بدأت تطغى على حياتك كلها، وتأخذ الغالبية العظمى من يومك.
نقطة مهمة تضع بعين الاعتبار حبك ومعرفتك الدقيقة للتخصص وليس احترام وتقدير المجتمع له!
المجتمع يصعد بأشخاص بكلمة وينزل بأقل!
لن تعرف معنى السعادة إلا إذا عرفت نفسك.
قصص: مأساوية أم مشجعة؟
في فترات معينة من دراستنا للطب، كنا نحضر المحاضرات من الساعة الثامنة صباحا إلى الرابعة عصرا لا نأخذ فيها سوى استراحة واحدة لمدة ساعة، كنا نأكل فيها الخفائف حتى نكون قادرين على الاستمرار في الدراسة، وبمجرد أن تنتهي المحاضرات، كنا نبدأ بالدراسة ضمن مجموعة دراسية من الرابعة عصرا إلى الثالثة فجرا، لنعود إلى منازلنا ننام بضع ساعات، ثم نستيقظ مرة أخرى في السادسة والنصف صباحا لنضمن الوصول إلى الكلية في الثامنة.
وظللنا على هذه الحالة لعدة أشهر، لم نكن ننل قسطا كافيا من النوم إلا ليلتي الخميس والجمعة، حيث كنا نجتمع في الكلية يوم الخميس في وقت متأخر نسبيا، بعد أن نكون قد أخذنا قسطا كافيا من النوم، أما يوم الجمعة فكنا نجتمع بعد الصلاة مباشرة، أما الترفيه الذي كنا نحصل عليه فقد كان محسوبا جيدا، وفيه توفير كبير للوقت، وكنا نقوم به مع بعضنا البعض حتى لا ينتظر أحدنا الآخر، كأن نتوجه جميعا للغداء في مطعم قريب، على سبيل التغيير، بدلا من الطلب.
وفي ليالي احدى الامتحانات، سهرنا ندرس للامتحان إلى أن أذن أذان الفجر، فصلينا الفجر في مسجد الكلية، ثم بدأ موظفوا النظافة بالوصول إلى الكلية معلنين بداية يوم جديد في الكلية، ونحن لا زلنا ندرس منذ اليوم يسبقه دون نوم، ولم نعد إلى منازلنا سوى للنوم بضع ساعات والعودة مرة أخرى للكلية لأداء الامتحان.
إذا كنت ترى في هذا الأمر متعة خاصة كما التي أراها، فإن دراسة الطب ستكون لك، أما إذا لم تكن مستعدا للقيام بذلك، فقد يكون عليك أن تفكر أكثر في خياراتك.
دراسة الطب والخيارات الأخرى
كما قلت سابقا، فإن دراسة الطب تتطلب عشقا للطب، إذا لم يكن هذا العشق موجودا فستكون الدراسة أصعب بكثير، وعدد كبير من الطلبة الذين يقبلون في الكلية يتركونها في سنوات الدراسة الأولى عندما يكتشفون بأن الآمال التي يعقدونها على شهادة الطب لا تستحق بذل كل هذا الجهد في دراسة أمور لا يطيقونها.
إذا كانت الشهرة والسمعة هي ما تبحث عنه، فيمكنك أن تدخل في أي تخصص تحبه وتكون مستعدا لبذل كل وقتك فيه لتكون من الأوائل، ثم تكمل دراستك بالماجستير والدكتوراه، فتحصل على أفضل شهادة في تخصصك في نفس عدد السنوات التي تحتاجها للحصول على أقل شهادة في الطب.
أما إذا كان هدفك هو المال، فعليك بأسهل التخصصات وأقلها تطلبا للوقت وتصرف بقية وقتك في المشاريع التجارية، فهي تستطيع أن تحقق لك عوائدا ممتازة في نصف الوقت الذي تحتاجه للحصول على أقل شهادة في الطب، وعندما يبدأ طالب الطب الذي جد واجتهد لخمسة عشرة سنة على الأقل بجني أولى الثمار المادية لتعبه تكون أنت قد أصبحت مليونيرا، وربما بعت نشاطك التجاري على تاجر كبير وتستمع الآن بتقاعد مبكر جدا.
أما إذا كنت تريد دراسة الطب لمساعدة الناس، فهو دافع إنساني ونبيل، لكنه لن يكون مفيدا إذا لم تكن لديك رغبة وعشق في فهم الطب ودراسته، لأن ذلك يزيد من احتمالات خروجك من الكلية قبل اكمال الدراسة، أو حتى إذا تمكنت من اتمام دراستك فإنك قد لا تخرج من الكلية طبيبا بارعا، فيكون دورك صغيرا جدا في مساعدة الناس، ولربما تكون قادرا على مساعدة الناس أفضل بكثير إذا درست تخصصا تعلم بأنك ستبرع به.
أكبر خطأ يمكن أن تقوم به هو أن تضع الطب كرغبة أولى فقط لأن معدلك يسمح لك بذلك، أما إذا كنت تعشق الطب وتريد أن تكرس حياتك من أجلها، فأهلا وسهلا بك في صفوف دارسي الطب.
وأنقل لك أيضًا هذا الكلام لطبيبة، ،
أخي الكريم الطب تخصص يختلف تماما عن أي تخصص آخر .. لانك من أول يوم تدخله ستكون بمرحلة تجميع لمعلومات ستحتاجها طوال حياتك ، ولن تنتهي الدراسة بالتخرج و إنما شهادة البكالريوس في الطب والجراحة ماهي إلا بداية لفصل جديد من حياتك تكون انت مسؤول عن حياة بشر .. عن حياة إنسان ..
الطب مهنة إنسانية سامية .. كثير من الناس يقولون هذا كلام جرايد وما عليك والأمور سهله ولكن متى ما كانت عندك روح حب العطاء والبذل للناس جميعا بالإضافة إلى حب الكتاب والعلم.. هنا وقتها تأكد أن الطب هو أنسب تخصص لك ..
من الناحية الأكاديمية الطب في جميع دول العالم له مدرستان الأولى هي التقليدية و تدرس كل مادة من المواد على حده ، بمعنى : مادة علم الأعضاء و علم وظائف الأعضاء والتشريح و علم الأدوية و الكيمياء الحيوية وغيرها من العلوم …. يعني كل مادة لحالها ومن ثم يكون هناك اختبار في آخر السنة الثالثة للطب وبعد اجتيازه تنتقل إلى المرحلة الإكلينيكية وهي التي سيكون فيها تعامل مباشر مع المرضى في المستشفى و المراكز الصحية بحيث تمر على جميع التخصصات الطبية من باطنة و جراحة و أطفال ونساء وولادة وغيرها … ويكون فيه اختبار لكل تخصص على حده … وتتخرج ومن بعدها تكون طبيب امتياز وتعمل نفس الشي 12 شهر مقسمة على جميع التخصصات ..
أما بالنسبة للمدرسة الثانية وهي المدرسة الحديثة (والتي درست عليها )وهي التعليم على أساس الحالات و المرضى (Integrated System) بحيث تكون سنةات الدراسة على أساس الأجهزة في جسم الإنسان يعني في السنة الأولى على سبيل المثال الجهاز العضلي و الجينات وفي السنة الثانية القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى الجهاز التنفسي والبولي و الهضمي والجدير بالذكر ان هذا النظام يسمح لك بالتعامل مع المرضى من اليوم الأول لدخولك الكلية وهذه إحدى أبرز الإيجابيات بحيث ان الدراسة إكلينيكية أكاديمية في نفس الوقت…. وهكذا إلى انتهاء السنة الثالثة بعدها يكون هناك اختبار وبعدها تنتقل إلى المرحلة الإكلينيكية بمثل ما ذكرته سالفا في النظام التقليدي ..
وبعد التخرج يكون الإمتياز ومدتها سنة و بعد الإمتياز يكون هناك طريقان إما ان تكون طبيب إكلينيكي أو أن تتجه إلى الجانب النظري أو الأكاديمي بحيث تدرس ماستر وبعدها لو أحببت تكمل للدكتوراه وتكون محاضر بالجامعة أو تساهم في أبحاث معينه أو أن تكون في الجانب الإكلينيكي بحيث تتخصص … مدة التخصص تختلف باختلاف الجانب الذي تريد التخصص فيه ولكن الفتره تكون ما بين 4 – 10 سنوات على حسب التخصص والبلد الذي تريد الحصول على الشهادة منه .. لو حبيت تتخصص في السعودية لابد من عمل اختبار فيها أو في حال اردت الإكمال خارج المملكة فهناك اختبارات عالمية معروفة على حسب الجهة التي تريد أن تذهب لها … بعدها تصبح أخصائي .. وبعد التخصص تستطيع الحصول على الزمالة وغيرها ..
دراسة الطب ليست بالصعبة و لا بالسهلة، فعندما يجتمع الطموح و المثابرة و الإجتهاد و الإخلاص في العمل صدقني اخي الكريم ستكون النتيجة مثمرة. ولتكون على بينة الطب لا ينتهي بالتخرج و إنما يبدأ بعد التخرج لذلك إذا كنت من النوع الذي لا يحب القراءة و الدراسة و جلسة الكتب والأوراق والتلخيصات أنصحك بتغيير التخصص أما إذا كنت من النوع المحب للقراءة و ما عندك مشكله مع الدراسة فبالتالي اتوقع تتوكل على الله و تستخير وباذن الله رب العالمين راح ينور لك دربك ..
هذا ما استطيع أن اضيفه بالنسبة لموضوعك بشكل مختصر لاني لو أسهبت فلن انتهي ابدا .. مشوار الطب طويل ولكنه ممتع طالما ان الرغبة و الميول موجود وهذا من تجربة شخصية ..
الكلام كله نتج عن تجربة بسيطة جداً بالطب بالإضافة لقراءة واستفادة من تجارب الآخرين ..
” كل ماسبق تجربة شخصية وقد تتغير مع الأشخاص والظروف والمكان ”
لكن ضع في نفسك الأمانة الموكلة إليك.
المرضى والحياة والعلم الذي لا يتوقف مادامت ممارساً للطب.
” ضع الله سبحانه أمامك في جميع أمورك ”
تقييمك
الله يوفقنا لما فيه خير إن شاء الله ..
أسعد بخدمتكم ومساعدتكم وبتعليقاتكم ونقدكم البناء.
Hassan.sahhaf@gmail.com
